نجاحات سهلة

من المدونات الشهيرة التي تدفعك إلى التفاؤل والأمل من خلال قصص النجاح الرائعة.. مدونة شبايك، نعم النجاح لم يكن سهلا.. فتحقيقه يتطلب عزيمة لا تعرف الملل وسواعد لا تعرف الكسل وصبر من غير ملل! .. ولكن بالمقابل للنجاح طعم لا يضاهى ونشوة لا تشبهها نشوة.. وهذا طبيعي، لأن من جد وجد.. ومن زرع حصد.. ومن سار على الدرب وصل!

لكن البعض يحقق نجاحات زائفة وسهلة ربما لا تطول كثيرا ولا تعطي ثمار على المستوى البعيد! سأتكلم عن بعض أسباب النجاح السهلة للمؤسسات ، هذه الأسباب واقعية قصص راقبتها عن قرب .. وربما أكمل في تدوينة أخرى.

نجاحهم يتلخص في غياب منافسيهم!
هذا سبب رئيسي من أسباب النجاح خصوصا عند عدم وجود بدائل حقيقية مثلا في ظل البيئات المنغلقة أو المحاصرة، في بلدي مثلا يوجد شركة واحدة فقط لخدمات الإتصالات الأرضية والخلوية والانترنت متمثلة في مجموعة الإتصالات الفلسطينية، شركة الخلوي على سبيل المثال تواكب معظم الخدمات الحديثة في العالم ولكن مشكلتها في الخدمة الرئيسية وهي الإتصال، حيث تكون التغطية سيئة والشبكة غير متاحة. تحدث المشكلة بكثرة في الأعياد والمناسبات وحالات القصف والاجتياحات وحتى في الأوقات العادية، أغلب الزبائن يتمنون وجود أي بديل آخر لهذه الشركة لأنهم سئموا من خدمتها الردئية، مثل هذا النجاح مرحلي وغير دائم ولا يطول فهذه الحالة من الحاجة الماسة تخلق منافسين قويين. ولكن في حالات خاصة كحالتي وجود منافس أمر صعب لأن الشركة بطريقة أو بأخرى وبالتعاون مع السلطات المحلية والإسرائيلية تقوم باحتكار تقديم الخدمة على نفسها، سمعت مؤخرا أن شمعون بيريس مساهم كبير في هذه الشركات ولست متأكد من دقة الخبر.

نجاحهم يعتمد على جهل زبائنهم!
كما يقولون التجارة شطارة الشركة الفلسطينية لخدمات الانترنت PIS كانت تزود مقاهي الانترنت بخدمات توزيع الانترنت على الشبكة المحلية بواسطة نظام لينكس مفتوح المصدر ومجاني مقابل 500$ للنسخة، والحقيقة أن التكلفة الحقيقية هي القليل من الخبرة والبحث بالإضافة لنصف ساعة من التنصيب والإعدادات!. السوق كان بحاجة لمثل هذا النظام والزبون كان يجهل مثل هذه الأمور والأنظمة المجانية، باعت الشركة العشرات وربما المئات من هذه الخدمة والزبون كان مرتاح نفسيا وراضي عن الخدمة وشاكر للشركة. نرى هنا أن جهل الزبائن هو الذي حقق المبيعات للشركة لا أكثر.. إبحث عن حاجات الناس وفر بعض الحلول واعرضها بشكل سهل وشائق، ثم احصل على الكثير من المبيعات. في حالة شركتنا هنا قد حققت لفترة طويلة مجموعة جيدة من المبيعات إلى أن ظهر بعض الهواة والشركات وعرفوا (سر الصنعة) وبدأو يقدمون نفس الخدمة بأسعار منافسة. لكن من يبدأ أولا يحصد أولا ويبقي للآخرين القليل، هذا النجاح أيضا من النجاحات السريعة الموسمية ويعتمد على جهل الآخرين.
IPCop هو مثال على نظام إدارة وتوزيع الانترنت على الشبكة المحلية وهو مفتوح المصدر.

تحدث معي واعطني اهتمامك.. كن صديقي وخذ ما تريد!
الكثير من الزبائن يحتاج العناية والاهتمام، الزبون سيبقى متمسكا بالمؤسسة حتى لو كانت الخدمة المقدمة من قبل المؤسسة ذات جودة منخفضة أو سعر مرتفع، العلاقات الاجتماعية المدروسة مع الزبائن مفيدة وفعالة، الزيارات المتكررة والمكالمات الهاتفية تخلق جو من الألفة والود بين الزبون والمؤسسة.. صباح الخير وكيف الحال؟ أتواجه صعوبات في استخدام منتجنا؟ أردنا الاطمئنان عليك والتأكد أن كل شيئ على ما يرام.. كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر السعيد وغيرها من العبارات التي تسر الزبون فعلا لها تأثير إيجابي وأثبتت كفاءتها في الاحتفاظ والتمسك على الزبون الحالي وربما المساعدة في الحصول على زبون إضافي. عايشت النقطة السابقة شخصيا ولي عدة تجارب مشابهة متأكد أنها ناجحة على الأقل مع الزبون العربي.

5 تعليقات to “نجاحات سهلة”

  1. Alloush Says:

    من خلال دراسة الوضع الاقتصادي في غزة والضفة الغربية، يمكن استشفاف وضع الشرق الأوسط الكبير الذي تروج له اسرائيل، وهو بكل بساطة تحول جميع الدول المجاورة لمستهلكة لخدمات اسرائيل أو موزع بالوكالة، مهما كان نوع الخدمة، فالفوضى الخلاقة كفيلة بجعل المستهلكين متمسكين بالمحتكر، مهما كان نوع خدمته.

  2. ابو مروان Says:

    باختصار بسيط هذا هو عيب الاحتكار اخي

  3. صندوق Says:

    السلام عليكم
    أخي علوش بالنسبة للوضع في الأراضي الفلسطينية فهو صعب جدا وخصوصا في قطاع غزة حصار خانق من 4 على كل شيئ ما عدا المواد الغذائية .. بدأت اثاره تظهر بقوة.. والاحتلال يبدأ بتقليص كمية الوقود للقطاع، الله المستعان.

    أهلا بك اخي ابو مروان.

  4. عابر سبيل Says:

    ما أسهلها من نجاحات ، هل معقوللة يبيعون الليونكس بسعر أغلى من الويندوز نفسه !

  5. صندوق Says:

    أخي عابر سبيل نعم هذا الصحيح، ولكن كان مجهز ببرامج واعدادات ليكون سيرفر توزيع وإدارة الانترنت على الشبكة المحلية.

اترك رداً على عابر سبيل إلغاء الرد